

DR. DJIHAD
التطبيب الذاتي: خطر يهدد الصحة العامة
بقلم: الدكتورة قاسمي جهاد
يعد التطبيب الذاتي أحد الظواهر التي انتشرت بشكل واسع في العديد من دول العالم، وتعتبر مشكلة صحية تواجه العديد من الأفراد. في هذا السياق، يقوم المرضى بتناول الأدوية التي تم وصفها لهم سابقاً أو التي استخدمها أشخاص آخرون على الرغم من أنها قد لا تكون مناسبة لحالتهم الصحية الخاصة. هذه الظاهرة تزايدت بشكل كبير مع تقدم التكنولوجيا، حيث أصبح الإنترنت المصدر الأساسي للمعلومات الطبية بالنسبة للعديد من الأشخاص، مما أدى إلى زيادة الحالات التي يعالج فيها المرضى أنفسهم دون استشارة طبيب مختص .
التطبيب الذاتي: الأسباب والدوافع
إن التطبيب الذاتي قد يكون مبرراً في بعض الحالات، حيث يعتقد المرضى أن تناول الأدوية التي تم وصفها لهم في السابق كافٍ لعلاج الأعراض التي يشعرون بها. الدافع الرئيسي لهذا التصرف هو الرغبة في الحصول على علاج سريع وفعال، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم المشكلة الصحية بسبب عدم التقييم الطبي الدقيق. كما أن بعض الأشخاص يعتقدون أن الأدوية التي يتناولونها هي “أدوية بسيطة” ولا تشكل خطرًا على صحتهم.
في العديد من الحالات، تساهم مواقع الإنترنت في نشر المعلومات التي قد تكون غير دقيقة أو حتى خطيرة، مما يؤدي إلى حدوث بعض الممارسات المدمرة للصحة. على سبيل المثال، خلال جائحة كورونا، أدى استخدام إبر ضد تخثر الدم بدون إشراف طبي إلى حدوث العديد من الوفيات بسبب عدم معرفة الجرعة المناسبة لكل شخص.
الآثار السلبية للتطبيب الذاتي
يتجاهل العديد من المرضى مخاطر تناول الأدوية بشكل عشوائي، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. حتى الأدوية البسيطة مثل الأسبرين قد يكون لها آثار جانبية تؤثر على وظائف الأعضاء إذا تم تناولها بشكل مفرط أو غير مناسب. والأمر لا يتوقف عند ذلك، إذ يمكن أن تؤدي التفاعلات بين الأدوية أو مع بعض الأعشاب الطبية إلى تأثيرات غير متوقعة، مما يعرض صحة المريض للخطر.
من بين أبرز المخاطر التي تترتب على هذه الممارسات:
ضعف الجهاز المناعي نتيجة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية.
تفاعلات سلبية بين الأدوية التي يتناولها المريض، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية.
التاثير على التشخيص الصحيح للمرض .
الحلول اللازمة للتصدي للتطبيب الذاتي
تتطلب مواجهة هذه الظاهرة زيادة الوعي الصحي لدى المواطنين، وتعاون أوسع بين المتخصصين في مجال الصحة. ومن بين الحلول الرئيسية للتصدي للتطبيب الذاتي:
التوعية الصحية: يجب على المختصين في المجال الطبي زيادة توعية المواطنين بمخاطر التطبيب الذاتي. ويمكن أن تشمل هذه التوعية نشر معلومات دقيقة حول الأدوية والممارسات الصحية السليمة عبر وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الحملات التثقيفية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الصحي في المجتمع.
تعزيز الثقة بين الأطباء والمرضى: يعد بناء الثقة بين الأطباء ومرضائهم من الأمور الضرورية لمكافحة ظاهرة التطبيب الذاتي. يجب على الأطباء تخصيص وقت كافٍ للرد على استفسارات المرضى وشرح الحالة الصحية والعلاج المناسب، بدلاً من التسرع في التشخيص.
دور الصيادلة: يجب أن يقوم الصيادلة بدور توعوي مهم في المجتمع، حيث يمكنهم تقديم المشورة الطبية الدقيقة للمرضى عند صرف الأدوية. كما يجب أن يتعاونوا مع الأطباء لضمان أن الأدوية الموصوفة تتناسب مع حالة المريض.
تشديد الرقابة القانونية: من الضروري أن يتخذ المشرعون تدابير صارمة لمكافحة بيع الأدوية بدون وصفة طبية، كما يجب فرض عقوبات على الصيدليات التي تتجاوز القوانين الصحية لمصلحة تجارية.
خاتمة
إن التطبيب الذاتي هو قضية صحية خطيرة تتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الأطباء، الصيادلة، المشرعين، والمواطنين أنفسهم. إن الوقاية من هذه الظاهرة تبدأ من تعزيز الوعي الصحي وتوجيه المرضى إلى أهمية الاستشارة الطبية المتخصصة وعدم الاعتماد على الأدوية بدون وصفة طبية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الثقة بين المرضى والأطباء ومراقبة الصيدليات يمكن أن يكون له دور حاسم في الحد من هذه الظاهرة.
اشترك في نشرتنا الاخبارية
"احصل على أحدث الأخبار والعروض الخاصة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني."
نبذة عنا
شركة تكون شركة تقدم خدمات تعليمية ورقمية مقرها الجزائر .
اخر الاخبار
تابعونا
شاهد
مؤلف:Jihadjihad
