
هل الجزائر مستعدة للتحول إلى اقتصاد رقمي حقيقي؟
- 19/02/2025
- منشور من طرف: Yaakoub Hartem
- فئة: الثورة الرقمية في الجزائر


Yaakoub Hartem
هل الجزائر مستعدة للتحول إلى اقتصاد رقمي حقيقي؟
لطالما كان التحول الرقمي شعارًا ترفعه الحكومات كجزء من رؤية مستقبلية لاقتصاد أكثر تطورًا وكفاءة. الجزائر ليست استثناءً، إذ تم إدراج الرقمنة ضمن الاستراتيجيات الوطنية الكبرى، بل وتم التأكيد على أهميتها في عدة مناسبات رسمية. لكن، عندما ننظر إلى أرض الواقع، نجد أن المسافة بين “الرؤية” و”التنفيذ” لا تزال شاسعة، والوقت لا يرحم المتأخرين في السباق التكنولوجي العالمي.
الرقمنة بين التنظير والتطبيق: هل نحن متأخرون؟
الجزائر تمتلك كافة المقومات التي تجعلها رائدة في المجال الرقمي:
✅ إمكانات بشرية هائلة: شباب مبتكرون، مطورون، وأصحاب شركات ناشئة.
✅ إمكانيات تقنية متاحة: شبكات اتصالات حديثة، مراكز بيانات متقدمة.
✅ إرادة سياسية معلنة: الحكومة أنشأت وزارة للمؤسسات الناشئة وشجعت مشاريع الرقمنة.
لكن، رغم هذه العوامل، فإن الجزائر لم تدخل بعد مرحلة الرقمنة الحقيقية، والسبب ليس نقص الإمكانيات، بل المقاومة الداخلية، والبنية البيروقراطية العتيقة التي تعرقل التغيير
لماذا تعرقل بعض الإدارات التحول الرقمي؟
على الرغم من التوجه الرسمي نحو الرقمنة، إلا أن هناك مقاومة ممنهجة من بعض الإدارات التقليدية، لأسباب تتجاوز مجرد نقص الإمكانيات:
❌ البيروقراطية العميقة: لا تزال العديد من المؤسسات تعمل بأنظمة تقليدية مترسخة، حيث يُنظر إلى التحول الرقمي كتهديد مباشر للوضع القائم.
❌ الخوف من فقدان السيطرة: الرقمنة تعني الشفافية، والشفافية تعني تقليل الفساد الإداري، وهو ما يجعل بعض الأطراف تعارض التغيير.
❌ نقص الكفاءات التقنية: لا تزال العديد من المؤسسات تفتقر إلى الموارد البشرية المؤهلة لإدارة أنظمة رقمية متقدمة.
❌ ضعف البنية التحتية الرقمية: على الرغم من التحسن، إلا أن الإنترنت في بعض المناطق لا يزال غير مستقر، والبنية التحتية الأمنية غير كافية لحماية البيانات الحساسة.
⚠ النتيجة؟ الجزائر تتأخر، في الوقت الذي تتحول فيه دول الجوار مثل المغرب وتونس إلى نماذج ناجحة في الرقمنة، مستقطبة الاستثمارات الأجنبية، ومُحققة مكاسب اقتصادية كبيرة من الاقتصاد الرقمي.
المؤسسات الناشئة: هل يمكنها فرض التغيير؟
الشركات الناشئة ليست مجرد مشاريع اقتصادية، بل هي قوة محركة حقيقية للتحول الرقمي. لكن، كيف يمكنها فرض التغيير في بيئة مليئة بالمقاومة؟
1️⃣ خلق حلول بديلة تفرض نفسها على السوق
بدلاً من انتظار قرارات حكومية، يجب على الشركات الناشئة تقديم حلول تجعل الرقمنة واقعًا مفروضًا، كما حدث مع الدفع الإلكتروني أو توثيق الشهادات الرقمية.
2️⃣ الضغط عبر إثبات الكفاءة
عندما تُثبت الحلول الرقمية أنها أكثر كفاءة وأقل تكلفة، سيُجبر الجميع على تبنيها، كما حدث في عدة دول كانت تعاني من نفس التحديات.
3️⃣ بناء شراكات استراتيجية مع الحكومة
القطاع الخاص يجب أن يلعب دورًا استباقيًا، من خلال عقد شراكات ذكية مع الوزارات والمؤسسات الرسمية، لتقديم حلول عملية عوض انتظار الإصلاحات المركزية البطيئة.
4️⃣ التوسع خارج الحدود
إذا كان السوق المحلي بطيئًا في التبني، يجب على الشركات الجزائرية التوجه نحو الأسواق الإفريقية والعربية، حيث الحاجة إلى الحلول الرقمية متزايدة.
الجزائر بين فرصة التحول أو البقاء في الخلف
🚨 الوقت ليس في صالحنا! الاقتصاد الرقمي لم يعد مجرد خيار، بل هو ضرورة اقتصادية وأمنية.
🔹 في 2023، ساهم الاقتصاد الرقمي بنسبة 30% من الناتج المحلي للصين، وبنسبة 25% في الاتحاد الأوروبي. بينما في الجزائر، لا تزال نسبة المساهمة ضئيلة للغاية، ولا توجد بيانات دقيقة تعكس التقدم الفعلي.
🔹 دول مثل رواندا تحولت إلى نموذج إفريقي رائد في الرقمنة، رغم أن إمكانياتها كانت أقل من الجزائر بكثير.
🔹 الفرص موجودة، لكن العائق الأكبر ليس الموارد، بل العقليات التي تُفضل البقاء في الماضي خوفًا من المستقبل.
الخاتمة: هل نحن مستعدون لهذا التحول؟
المؤسسات الناشئة الجزائرية تملك المفتاح، لكن البيئة تحتاج إلى دعم حقيقي، وإلى قيادة لا تخشى كسر النماذج القديمة لبناء نظام رقمي حقيقي، لا مجرد شعارات.
📌 السؤال الحقيقي: هل نحن مستعدون لهذا التحول، أم أننا سنظل نتحدث عنه بينما الآخرون يسبقوننا بسنوات ضوئية؟
اشترك في نشرتنا الاخبارية
"احصل على أحدث الأخبار والعروض الخاصة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني."
نبذة عنا
شركة تكون شركة تقدم خدمات تعليمية ورقمية مقرها الجزائر .
اخر الاخبار
تابعونا
مؤلف:Yaakoub Hartem
