
التفكير خارج الصندوق الحقيقي
- 22/02/2025
- منشور من طرف: Yaakoub Hartem
- فئة: ريادة الاعمال والابتكار
لا توجد تعليقات


Yaakoub Hartem
التفكير خارج الصندوق الحقيقي: هل يمكنك الهروب من الفخ؟
في كل مرة تسمع عبارة “فكر خارج الصندوق”، ربما تتخيل شخصًا يجلب فكرة جديدة أو يخرج بحل مبتكر. لكن هل تساءلت يومًا: ما هو الصندوق أصلًا؟ ومن وضعه هناك؟ ولماذا يُطلب منك التفكير خارجه وليس تحطيمه؟
في هذا المقال، لن أكرر التعريفات التقليدية التي تجدها في كتب الإدارة أو دورات التنمية البشرية، بل سأكشف لك الحقيقة الصادمة عن “الصندوق” ولماذا أغلب الناس يظنون أنهم خارجه بينما هم أعمق مما يتخيلون بداخله.
1. الصندوق ليس ما تعتقده... إنه أعمق من ذلك
حين يُطلب منك التفكير خارج الصندوق، فإنك تفترض أن هناك “حدودًا عقلية” يجب كسرها لتكون مبدعًا. لكن الحقيقة هي أن الصندوق ليس مجرد حدود وهمية، بل نظام متكامل من الأفكار، القوانين، العادات، والتعليم، والإعلام، وحتى الاقتصاد.
أنت تعيش في صندوق تم تصميمه لك منذ ولادتك:
التعليم يخبرك ماذا يجب أن تفكر فيه، وليس كيف تفكر.
الإعلام يغذيك بما يجب أن تصدقه، وليس كيف تكتشف الحقيقة بنفسك.
الاقتصاد يخبرك كيف تعمل لتعيش، وليس كيف تصنع نظامك الخاص.
بمعنى آخر، الصندوق هو العالم المصمم لك، وليس الذي صممته بنفسك.
2. لماذا يُطلب منك التفكير خارج الصندوق وليس تحطيمه؟
العبارة الشهيرة “فكر خارج الصندوق” ليست بالبراءة التي تبدو عليها. في الواقع، هناك سبب رئيسي يجعل من يملكون النفوذ والقوة يشجعونك على التفكير “خارج الصندوق” بدلًا من إزالته تمامًا.
التفكير خارج الصندوق يُبقيك داخل النظام، لكن بحلول مبتكرة.
تحطيم الصندوق يعني أنك لم تعد تلعب اللعبة التي تم إعدادها لك.
الشركات الكبرى تريدك أن تفكر خارج الصندوق داخل شركتها، لكن ليس أن تصنع شركة تنافسها.
النظام التعليمي يريدك أن تكون مبدعًا، لكن ليس لدرجة أن تكتشف أن النظام نفسه معطل.
بعبارة أخرى: التفكير خارج الصندوق هو مجرد مساحة آمنة تم تخصيصها لك كي تظن أنك حر، بينما الحقيقة أنك لا تزال داخل حدود أكبر لا تراها.
3. هل تستطيع الخروج من الصندوق أم أنك سجين للأبد؟
السؤال الحقيقي ليس: “كيف أفكر خارج الصندوق؟”، بل: “كيف أعرف أنني داخل صندوق أصلًا؟”
إليك بعض الأسئلة التي يمكن أن تكشف لك ما إذا كنت داخل الصندوق دون أن تدري:
هل قراراتك اليومية تعتمد على المال والوظيفة، أم على رؤيتك الشخصية للحياة؟
هل تخاف من مخالفة “العقل الجمعي” حتى لو كنت مقتنعًا بشيء مختلف؟
هل المعلومات التي تتلقاها تأتي من مصادر رسمية فقط، أم أنك تبحث في زوايا لا يُراد لك أن تراها؟
هل تقضي وقتك في تنفيذ أفكار تم وضعها لك، أم أنك تصنع أفكارًا خاصة بك دون إذن من أحد؟
إذا كانت إجاباتك تشير إلى أنك تتبع قواعد محددة سلفًا دون أن تسأل “من وضع هذه القواعد ولماذا؟”، فاعلم أنك داخل الصندوق، مهما كنت تعتقد عكس ذلك.
4. الخروج الحقيقي من الصندوق: الخطوة التي يخاف منها الجميع
معظم الناس يخافون من الخروج من الصندوق، ليس لأنهم لا يستطيعون، بل لأنهم لا يعرفون ما ينتظرهم خارجه. العالم الخارجي ليس سهلًا، وليس مريحًا، لكنه الوحيد الذي ستجد فيه الحقيقة.
كيف تخرج من الصندوق؟
كُن فضوليًا بطريقة خطيرة: لا تأخذ أي معلومة كحقيقة مطلقة، بل اسأل دومًا “من المستفيد من هذه الفكرة؟”.
اصنع قواعدك الخاصة: لا تتبع القوانين غير المنطقية لمجرد أنها موجودة، بل اسأل دائمًا: هل هذه القاعدة تخدمني أم تستغلني؟
لا تبحث عن النجاح وفق المعايير التي أعطوك إياها: النجاح الحقيقي ليس وظيفة أو شهرة، بل امتلاكك للحرية الفكرية والاستقلالية الحقيقية.
كُن مجهولًا إن لزم الأمر: أحيانًا، لكي تكون حرًا، عليك أن تعمل في الظل بعيدًا عن أعين من يحرسون الصندوق.
5. الحقيقة النهائية: لا يوجد صندوق واحد، بل هناك عدة صناديق متداخلة
حتى لو كسرت الصندوق الأول، ستجد نفسك داخل صندوق آخر أكبر. الشركات، الحكومات، الثقافات، وحتى الإنترنت نفسه عبارة عن “صناديق” ضخمة تم تصميمها لتشعرك بأنك تفكر بحرية بينما أنت تتحرك داخل حدود مخفية.
الحل الوحيد؟
اصنع صندوقك الخاص، وكن أنت من يضع القواعد فيه.
الخاتمة: هل أنت مستعد لرؤية الحقيقة؟
معظم الناس لن يستطيعوا الخروج من الصندوق لأنهم ببساطة يخافون مما سيجدونه خارجه. إذا كنت تريد أن تكون استثناءً، فعليك أن تفهم أن الحرية ليست مريحة، والاستقلالية ليست سهلة، ولكنها الشيء الوحيد الذي يستحق العناء.
السؤال الآن: هل ستظل داخل الصندوق وتبحث عن حلول مبتكرة من داخله؟ أم أنك مستعد لتحطيمه بالكامل ورؤية العالم كما هو، لا كما أرادوا لك أن تراه؟
اشترك في نشرتنا الاخبارية
"احصل على أحدث الأخبار والعروض الخاصة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني."
نبذة عنا
شركة تكون شركة تقدم خدمات تعليمية ورقمية مقرها الجزائر .
اخر الاخبار
تابعونا
مؤلف:Yaakoub Hartem

-مدير مؤسسة وايز للتكوين والخدمات
-مسير مؤسسة النجاح والمنارة للتكوين المهني عنابة
-مسير سابق لعدة مراكز تكوين وطنية عبر كافة التراب الوطني
-مؤسس فريق وايز للتكوين والتدريب عبر كافة التراب الوطني
-خبرة في مجال التسويق الاكتروني والتجارة الالكترونية لمدة 08 سنوات
-ماستر 02 في الصحة والسلامة المهنية جامعة باجي مختار عنابة
-مدرب في تحليل الاسواق المالية العالمية و التسويق والتجارة الالكترونية